[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
لا
يختلف أحد -باعتقادي- أن برشلونة هو الفريق الأفضل في العالم، الفريق
المثالي في كرة القدم والذي يراه الكثير الأفضل في التاريخ بجانب ميلان
أريجو ساكي وفابيو كابيلو، وبالتأكيد يرغب الجميع في الوصول لذلك المستوى
من الإقناع بالنتائج والإمتاع بالأداء.
في نظري أن هناك خمسة أسرار
أساسية تجعل من البارسا الفريق الأفضل في العالم، هي خمسة عوامل من يمتلكها
يستطيع أن يصل لمستوى البارسا وربما يتفوق عليه، وهي أيضًا خمسة ألغاز من
يستطيع حلها يتمكن من الفوز على أبناء بيب جوارديولا أداءًا ونتيجة.
لكن ما هي تلك الأسرار الخمسة ؟؟
1- قدرة السيطرة على الكرة تحت الضغط.البارسا
يمتلك قدرة غريبة على الاحتفاظ بالكرة والتلاعب بها تحت الضغط الدفاعي من
المنافس حتى لو كان شرسًا للغاية بل حتى لو وصل إلى حد العنف أحيانًا،
الفريق يمتاز بامتلاك 9 لاعبين من 11 يمتلكون المهارة الفردية والقدرة على
الاستلام والتسليم تحت الضغط والمهارة الفردية اللازمة لخداع المنافس
وتخطيه.
تلك الميزة تُترجم على أرض الملعب بالاستحواذ الكامل
والمرور بالكرة من المناطق الدفاعية للهجومية بسلاسة كبيرة وفشل المنافس في
قطعها، ورغم أن الجميع يُدرك أن ذلك أسلوب الفريق وتلك أبجديات أدائه إلا
أن نسبة الفشل في التفوق على ذلك الأسلوب تفوق نسبة النجاح أضعافًا مضاعفة.
2- قدرة استعادة الكرة وقت فقدانها.أرى
تلك الميزة لدى الكتلان الأغرب على الإطلاق، فالفريق يمتاز بالأداء
الهجومي الممتع وذلك طبيعي نظرًا لكَم اللاعبين المهاريين بين صفوفه
وللعقلية الإسبانية الهولندية المتأصلة في جيناته الوراثية، لكن أن يمتلك
الفريق قدرة دفاعية ممتازة جدًا تتخلص في سرعة استعادة الكرة وقت فقدانها
!! فهذا الغريب حقًا.
بالمتابعة لمباريات البارسا نجد أنه لا يكاد
يفقد الكرة إلا ويتحرك جميع اللاعبين في صفوف متتالية تضغط على المنافس
بشراسة غريبة خاصة من لاعبين أصحاب بنية ضعيفة وقدرات هجومية مثل ليونيل
ميسي وأندريس إنيستا وتشافي هيرنانديز، ذلك الضغط القوي يُربك المنافس
ويُجبره على فقدان الكرة إما بقطع مباشر لها أو بتمريرها بالخطأ لمجرد
الخلاص منها.
3- اللياقة البدنية المرتفعة حتى النهاية.نعم
وتلك حقيقة، البارسا ونجومه يمتلكون لياقة بدنية مرتفعة للغاية بل ربما هم
الأفضل في العالم على هذا الصعيد والدليل مواصلتهم الجري واللعب والحركة
والبحث عن الأهداف حتى الدقائق الأخيرة من المباريات، وقد أحرز الفريق عديد
الأهداف في الـ10 دقائق الأخيرة من مبارياته بما يؤكد ذلك.
باعتقادي
أن سر ذلك يكمن في أن الكرة هي التي تبذل الجهد وليس اللاعبون، لأن الفريق
يُمرر الكرة كثيرًا ولكن اللاعبون لا يتحركون كثيرًا سوى في مسافات قصيرة
للغاية، ذلك لأن الفريق قريب من بعضه البعض بجانب أنه يلعب في نصف ملعب
تقريبًا كون خطه الدفاعي متقدم للغاية وهجومه يضغط على المنافس الذي يتراجع
ويسمح بحدوث ذلك أو يُجبر على السماح به.
4- الروح القتالية والرغبة في اللعب والتسجيل حتى النهاية.من
النادر في كرة القدم أن ترى فريقًا متقدمًا بالنتيجة بفارق هدفين أو ثلاثة
ويُواصل الهجوم والبحث عن مرمى المنافس حتى آخر لحظات المباراة، تلك ميزة
غريبة خلقها جوارديولا في فريقه وباتت من أبرز نقاط قوته ... لا الفنية بل
الجماهيرية لأن الجماهير تُحب أن تستمتع حتى النهاية ولذا من النادر أن
يترك مشجع للفريق المباراة في دقائقها الأخيرة حتى لو النتيجة حُسمت بعكس
بعض الفرق الأخرى التي تُجبرك على النُعاس في الشوط الثاني بالكامل إن حسمت
المباراة في الأول.
تلك الميزة تظهر كذلك في كم المباريات التي
حسمها الفريق في الدقائق الأخيرة مثل السوبر الإسباني ومباراة تشيلسي
الأوروبية ورغم ما قيل عن التحكيم خلالها إلا أن البارسا واصل الضغط حتى
الحسم، هي رغبة وروح قتالية وحب للكرة ورغبة في إمتاع المشجع والغير مشجع.
5- ليونيل ميسي.يتواجد
في كل فريق كبير مجموعة من النجوم القادرين على قيادته لتحقيق الانتصارات
وتقديم الأداء المتميز، وبالتأكيد يبرز من تلك المجموعة لاعب واحد يكون
النجم الأول القادر على صناعة الفارق مثل روني في مانشستر يونايتد ورونالدو
في ريال مدريد وإبراهيموفيتش في الميلان وشنايدر في الإنتر ... لكن لا أحد
من هؤلاء يصل لمستوى ليونيل ميسي.
نعم، هو نقطة قوة كبيرة للبارسا
بما يُقدمه على أرض الملعب من مهارات فردية وقدرة على الاختراق والانطلاق
وتسجل للأهداف وصناعة لها والأغرب قدرة دفاعية وضغط لاستخلاص الكرة ورغبة
وروح لا تنضب تبحث عن الأفضل دومًا .... هو لاعب استثنائي بالفعل يُشكل
ظاهرة تظهر كل فترة ولا تتكرر ويُعد من أبرز أسباب التفوق للبلاوجرانا.
المصدر : موقع جول.كوم النسخة العربية