2011/9/14 الساعة 12:28 بتوقيت مكّة المكرّمة
نصري عصمت - يسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" للحصول على إعلان الدولة
الفلسطينية من الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري وسط معارضة واضحة
من الولايات المتحدة الأمريكية وبمساندة عربية .. ولكن يبقى السؤال ماذا
يتغير على أرض الواقع في حال إعلان الدولة؟
لن يتغير شئ على أرض الواقع من حيث الوجود الفلسطيني على الأرض إذ سيكون
حصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة لتصبح الدولة رقم 194 في المنظمة
الدولية وهو ما يعني بقاء سيطرة السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" على أراضي
الضفة الغربية واستمرار سيطرة حركة حماس على قطاع غزة.
ولكن الفارق الجوهري الوحيد طبقا لتصريحات نبيل ابو ردينة الناطق الرسمي
باسم الرئاسة الفلسطينية هو "الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى فكرة حل
الدولتين".
وتسعى السلطة الفلسطينية بهذا الإجراء إلى نقل ملف المفاوضات مع إسرائيل
من رعاية الولايات المتحدة الأمريكية التي فشلت في الضغط على إسرائيل للمضي
قدما في إجراءات حل الدولتين إلى منظمة الأمم المتحدة، مما يضع ضغوطا
دبلوماسية أكبر على إسرائيل قد تصل إلى مقاطعتها بواسطة المجتمع الدولي.
وسبق لياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
شرح النقطة الأخيرة بقوله "نحن نريد إحاطة المفاوضات السلمية بموقف دولي
جدي لا يدعو للتلاعب بالمرجعيات والجداول الزمنية لعملية المفاوضات في حال
استئنافها عقب توفر الظروف المواتية لذلك".
ومن جانب آخر يرى برادلي برستون المحلل السياسي في صحيفة "هأرتس"
الإسرائيلية في مقاله المنشور يوم الثلاثاء أن حصول فلسطين على عضوية الأمم
المتحدة يلقي المزيد من الضوء على المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية
ويمنحها أولوية بدون اللجوء للعنف.
ويرى المحلل الإسرائيلي أن حصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة يعني
تلقائيا الاعتراف بإسرائيل على اعتبار أن للفلسطينيين دولتهم الخاصة، كما
سيعطي ذلك – من وجهة نظره - أفضلية لفتح على حساب حماس، وسيفتح الباب أمام
السلطة الفلسطينية للحصول على دعم مادي لبناء الدولة الفلسطينية الساعية
لسلام دائم مع إسرائيل.
ويوضح برستون أن تطرف الحكومة الإسرائيلية ممثلة في شخصيتي أفيجدور
ليبرمان وزير الخارجية وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء بالإضافة إلى لجوء
المستطونين الإسرائيليين للعنف تحولا إلى سلاح في يد السلطة الفلسطينية ضد
إسرائيل عندما تعرض قضيتها في الساحات الدولية.
ومن المفترض أن يشكل إعلان الدولة الفلسطينية قيدا على هجمات إسرائيل على
قطاع غزة – ولو من الناحية النظرية – باعتباره هجوما على دولة أخرى أمام
الأمم المتحدة، وفي المقابل سيغل الإعلان أيضا من يد المقاومة في غزة لأن
مجرد إطلاق صاروخ باتجاه الحدود الإسرائيلية سيكون بمثابة اعتداء على دولة
أخرى.
وعلى النقيض من الأفكار السابقة ترفض حركة حماس فكرة إعلان الدولة
الفلسطينية للأسباب ذاتها وذلك طبقا لبيان صادر عن الحركة يوم الثلاثاء إذ
ترى فيه نهاية للمقاومة الشرعية للاحتلال الإسرائيلي وتنازلا عن أراضي
الدولة الفلسطينية على كافة مساحة فلسطين وليست المساحة الحالية المقصورة
على الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.
وتعتبر حماس عضوية فلسطين في الأمم المتحدة نوعا من المخاطرة "التي تكتنف
هذه الخطوة من النواحي السياسية والقانونية وأثرها على مستقبل حق العودة
وعلى وجود "منظمة التحرير الفلسطينية" وعلى فلسطينيي 1948 ، فضلا عن
الاعتراف بالكيان الصهيوني والتنازل عن ارض فلسطين التاريخية في مقابل
مكاسب سياسية وهمية وغير حقيقية".
ولا يقتصر الرفض على حماس وحدها، بل ترفض بعض المجموعات مثل "شبكة الشباب
الفلسطيني"، وهي شبكة للشباب الفلسطينيين المقيمين في دول مختلفة حول
العالم، الفكرة للأسباب ذاتها.