يواصل المدرب الإسباني بيب غوارديولا مفاجأة الجماهير في كل مباراة بلمسة تتعلق بتوظيف اللاعبين تنعكس مباشرة على الأداء في أرض الملعب ، وهذه المفاجآت لم تأتِ في عام 2011 لنقول إنها جاءت بعد ثقة بل جاءت منذ موسمه الأول وتوظيف يايا توري المتعدد الأهداف والذي ساهم كثيراً بالفوز بالسداسية التاريخية ومن أشهر تلك المباريات توظيفه ضد تشيلسي.
ويؤكد المدرب الشاب حتى الآن والذي كان يلعب في مركز خط الوسط أنه يدرك تماماً جودة ومرونة هذا المركز ، فهو يوظف ماسكيرانو في أكثر من مكان وكذلك يفعل مع بوسكتش وسيدو كيتا كما أنه يفعل نفس الأمر هجومياً مع أندريس إنيستا وسيسك فابريغاس ... ولعل هذه الميزة هي إحدى نقاط قوة المدرب المخفية خلف نجومية لاعبيه الكبار أمثال ليونيل ميسي وتشافي هرنانديز.
وعندما تعاقد غوارديولا مع ماسكيرانو تساءل كثيرون وأنا منهم عن فائدة بيع يايا توري وشراء ماسكيرانو مقابل نفس الثمن ، لكن غوارديولا لم يبدل هنا لاعبين من أجل غايات فنية فكلاهما قادر على نفس الشيء دفاعياً لكنه قام بتغير الحافز حيث جلب لاعباً في خط الوسط يريد الفوز بالألقاب ومستعد لتغيير مركزه لأن قتل الحافز يقتل الاستعداد للعب في مراكز مختلفة.
يؤكد غوارديولا ومنذ مباراته الأولى هذا الموسم ضد فياريال أنه لن يستسلم بسهولة لرخاء المجد وجماله ، بل ما زال يعمل ويجبر نفسه على التفكير من أجل القدوم بحلول مختلفة مثلما شاهدنا أمام فياريال... ومركز هذه الحلول الغوارديولية – إن جاز التعبير - غالباً ما يكون إدراكه لحقيقة أهم مراكز كرة القدم الحديثة "محور خط الوسط".
وعند الحديث عن الخبرة فإن لدى كثير من المدربين خبرة كبيرة ، لكن قليل منهم نال حظ غوارديولا من خبرة أرض الملعب في أكبر الأندية بل في نفس الخطة التي يلعب بها حالياً والتي أدخلها للبيت الكتلوني يوهان كرويف ... هذه الخبرة على أرض الملعب ستكون دوماً سلاحاً سريع الفعل وردة الفعل بيده في الصراع المفتوح ضد الكبار في أوروبا.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]